تنهي حياة طفلتها البريئة ابنة الـ ٤ سنين، التي أصبحت ضحية رذيلة أمها.
كتب/ فادي محمد
تجردت الأم من مشاعرها وعاطفتها التي أودعهها الله في قلبها، وتناست أنها ابنتها وفلذة كبدها كانت داخل أحشاءها، فبدلا من أن تحتويها بحنانها، وتكفر عما بدر منها إلا أنها تحولت إلى وحش كاسر وقتلتها، بأي ذنب قتلت، وأي نفس بشرية تقوى على فعل ذلك، سوى نفس أصابتها اللعنة، وعاثت في الأرض فسادًا.
لبست الأم عباءة إبليس، وبمساعدة عشيقها، أنهت حياة طفلتها البريئة ابنة الـ ٤ سنين، التي أصبحت ضحية رذيلة أمها.
عادت الطفلة الصغيرة إلى منزلها، ولم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر، حيث لمعت عيناها دهشة، ووضعت كفها الصغير فوق فمها تكتم صرخة كادت أن تنطلق من بين ثنايا شفتيها، وصدرها الذي انتفخ بالهواء، امتلأت عيناها بالدموع تراود مخيلتها صورة أبيها العامل البسيط بعدما فوجئت بأمها التي خلعت ثوب الوقار وهي في أحضان عشيقها في غرفة نومها.
وبسرعة، انتفضت الأم وعشيقها وهرولا مسرعين، وتمكنا من شل حركة الصغيرة، وأخذا يحدقا بعينيهما لها بنظرات تحمل غضبا، وحنقا، وهدداها لعدم إخبار أبيها بما رأته، وباستكانة وخوف وبراءة جلست القرفصاء، وتسمرت في مكانها، وبدموع منهمرة امتثلت لأوامرهما معتقدة بأنها ستفلت من عقابهما، بينما زادت دقات قلبها الصغير الذي كاد أن يخرج من صدرها.
وبمكر الثعلب، وشراسة النمر، نجحت الأم وعشيقها في استقطاب الابنة البريئة، وأوهمتها بأنها كانت غلطة ولن تفعل ذلك مرة ثانية، واصطحباها لنزهة وشراء الحلوى، وتوجها بها إلى أحد المصارف، وبدون مقدمات انهالا عليها بالضرب المبرح وسحلها فوق الأرض، وسددا لها ضربات موجعة لم يتحملها جسدها النخيل، غير مبالين بتوسلاتها، وأنينها من فرط الألم، ولم يتركاها إلا بعد أن تأكدا من موتها، وبقلب متحجر وضعاها داخل كيس بلاستيك وألقيا بها بجوار المصرف.
عند عودة الأب المكلوم أوهمته الأم الأفعى بتغيب ابنتهما، فخرج للبحث عنها وباءت محاولاته بالفشل في البحث عنها، لم تذق عيناه النوم، وعصفت برأسه الأفكار، وتوجه إلى قسم شرطة ثان العامرية، وحرر محضرا بتغيب ابنته الصغيرة.
وجاءت تعليمات اللواء مصطفى النمر مساعد الوزير لأمن الإسكندرية، بعمل تحريات مكثفة، لفك لغز اختفاء الطفلة الصغيرة، وبمزيد من البحث والتحريات عثر على جثمان الطفلة، وأكدت التحريات بأن الأم وعشيقها، وراء الحادث، وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات؛ واعترفا بجريمتهما، وأنهما قاما بقتل الطفلة خشية أن تخبر الطفلة أبيها، خاصة لحبها الشديد له، معتقدين بأنهما سيفلتا من عقاب السماء.
تم تحرير المحضر اللازم وأحيلت الأم الخائنة وعشيقها إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الطفلة البريئة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات.